محطات متقطعة كلقطات فى الحياة العابرة..تتابع الشريط الممزق عبر النافذة الواطئة بجوارها..يديها قابضتان على الجريدةالمفتوحة..حزام الحقيبة يلف ذراعهافى قسوة..شعرها يقفز فى محاولة للتحرر مما يقيده فى قمة رأسها..أول مرة تعقصه بهذا العنف ..تطوى جزء من الجريدة لتلقى نظرة على عقارب الساعة حول معصمها..أحكمت الساعة حول معصمها هذه المرة..أحكمتها جدا..حتى أنها تشعر باحتباس دمائها..لاتريد لما حدث أن يتكرر..تطبق أكثر بأناملها على الجريدة كلما تذكرت..سرقة فى وضح النهار..نظرت حولها بتوجس كما تفعل كل لحظة..مع تدفق الناس يزيد الزحام وتزيد الخطورة..من ؟
...رجال على وجوههم الهيبة..لا تكاد تحصى عدد الشباب ذوى العضلات البارزة..ابتسمت فى سخرية وهزت رأسها فى أسف ثم همست:مناظر
عادت تستأنف سطور الجريدة مع اقلاع المترو من جديد..
توقف المترو فجأة..واهتز جسدها فى عنف وسقط عليها ثقل ..رجل فى مقتبل العمر..التحم بالجريدة..أصبح بين ذراعيها فجأة..وبنفس سرعة الالتحام كان الانفصال..انتفض مبتعدا يهمس بكلمات الاعتذار الشديد....مهذب جدا..عطره اخاذ..طالعته وهو يسهب فى الاعتذار وابتسمت..ما الذى جذبها الى عينيه..وجه به ملامح طفولة عذبة وبراءة لا حدود لها..أحرجه الموقف فاكتسى وجهه بحمرة الخجل وهو لا ينفك يعتذر..ضحكت وهى تقول بصوت خفيض:لا عليك
تبادلت معه النظرات بين اللحظة والاخرى..كان يبتسم كل مرة ابتسامة ملؤها الخجل..من النادر أن ترى الخجل هذه الأيام..كانت تسترق النظرات رغما عنها..لا تستطيع تجاهل وجوده..أربكتها الجريدة فى يدها فطوتها بلا نظام
وفى المحطة التالية أصبح المقعد المجاور خاويا
جلس
ابتسمت لعينيه
عطره رهيب
يأخذها
حلت عن ذراعها حزام الحقيبة..التفت اليها..سأل سؤالا
كانت تنظر فى بلاهة
عاد يكرر السؤال مبتسما وكأنما يخاطب طفلة:
كم الساعة؟
ممممممممممم
عندما أدركت للسؤال معنى ضحكت بغباء..نظرت فى ساعتها..أخبرته
لم تخفى عليها نظرته المندهشة وهو يدقق فى رسغها الذى كاد يصرخ من وطأة ضمة الساعة
ابتسمت باحراج
ومع مرور اللحظات..انتظرت حديثه..لكنه لم يتحدث
بداالفراغ يسكن بينهم بعد أن ذابت حرارة الموقف
تشاغلت بالجريدة لحظة
ولكن ماذا بعد الصمت؟
حلت الساعة عن معصمها..اثارها واضحةوضعتها فى الحقيبةبادرها بسؤال عن محطتها
أجابت على الفور وهى تلتفت اليه باهتمام
سألت بدورها..وأصابها الاحباط حين علمت انه سبفارقها أولا
مرت لحظة صمت أخرى لا تجد ما يشغلها عنه
عطره القوى يقيدها
بدأ الزحام ينحسر تدريجيا
يمنحهما بعض الخصوصية
لديهما فرصة للحديث ولكنه لا يبادر
تملكها صداع من نوع غريب
تطرق الجريدة باناملها فى توتر
لماذا لا يتحدث؟
مدت يدها الى قمة رأسها
حلت قيد شعرها القاسى
سالت خصلاتها الناعمة على كتفيها كالشلال
تشعر الان باسترخاء لذيذ أسندت رأسها للخلف
ابتسمت
حين التفتت اليه
وجدته يتابعها بشغف
عادت تلملم أطرافها بارتباك
خجلى هذه المرة
قال:الجو دافء اليوم
كاد قلبها يقفز
همست بخجل: أجل
توقف المترو
ونهض هو
نهض معه قلبها
شيعها بنظرة أشبه بالوداع الاسف قال:
فرصة سعيدة
ابتسمت ابتسامة باهته وهى تهمس: انا أسعد
وغادر
بعد لحظة عاودها الشعور بالقلق..
نظرت حولها..كانت وحيدة
اعتدلت فى جلستها باهتمام وهى تعاود فتح الجريدة..
تشعر أنها فقدت شيئا
انتبهت لحقيبتها
لملمت أشياءها
ما الذى يجعلها تشعر اناه فقدت شيئا؟
يا الهى..ساعتها الثمينة..رات علامة القيد فى معصمها
أسرعت بتوتر شديد تبحث فى الحقيبة
التقطت أنفاسها اللاهثة حين وجدتها كما وضعتها
وعندما توقف المترو كانت هى محطتها الاخيرة
لملمت أشياءها..الجريدة..الحقيبة..الساعه
وحين أقلع المترو سارت بخطوات وئيدة حائرة..لازالت تشعر أنها فقدت شيئا
...رجال على وجوههم الهيبة..لا تكاد تحصى عدد الشباب ذوى العضلات البارزة..ابتسمت فى سخرية وهزت رأسها فى أسف ثم همست:مناظر
عادت تستأنف سطور الجريدة مع اقلاع المترو من جديد..
توقف المترو فجأة..واهتز جسدها فى عنف وسقط عليها ثقل ..رجل فى مقتبل العمر..التحم بالجريدة..أصبح بين ذراعيها فجأة..وبنفس سرعة الالتحام كان الانفصال..انتفض مبتعدا يهمس بكلمات الاعتذار الشديد....مهذب جدا..عطره اخاذ..طالعته وهو يسهب فى الاعتذار وابتسمت..ما الذى جذبها الى عينيه..وجه به ملامح طفولة عذبة وبراءة لا حدود لها..أحرجه الموقف فاكتسى وجهه بحمرة الخجل وهو لا ينفك يعتذر..ضحكت وهى تقول بصوت خفيض:لا عليك
تبادلت معه النظرات بين اللحظة والاخرى..كان يبتسم كل مرة ابتسامة ملؤها الخجل..من النادر أن ترى الخجل هذه الأيام..كانت تسترق النظرات رغما عنها..لا تستطيع تجاهل وجوده..أربكتها الجريدة فى يدها فطوتها بلا نظام
وفى المحطة التالية أصبح المقعد المجاور خاويا
جلس
ابتسمت لعينيه
عطره رهيب
يأخذها
حلت عن ذراعها حزام الحقيبة..التفت اليها..سأل سؤالا
كانت تنظر فى بلاهة
عاد يكرر السؤال مبتسما وكأنما يخاطب طفلة:
كم الساعة؟
ممممممممممم
عندما أدركت للسؤال معنى ضحكت بغباء..نظرت فى ساعتها..أخبرته
لم تخفى عليها نظرته المندهشة وهو يدقق فى رسغها الذى كاد يصرخ من وطأة ضمة الساعة
ابتسمت باحراج
ومع مرور اللحظات..انتظرت حديثه..لكنه لم يتحدث
بداالفراغ يسكن بينهم بعد أن ذابت حرارة الموقف
تشاغلت بالجريدة لحظة
ولكن ماذا بعد الصمت؟
حلت الساعة عن معصمها..اثارها واضحةوضعتها فى الحقيبةبادرها بسؤال عن محطتها
أجابت على الفور وهى تلتفت اليه باهتمام
سألت بدورها..وأصابها الاحباط حين علمت انه سبفارقها أولا
مرت لحظة صمت أخرى لا تجد ما يشغلها عنه
عطره القوى يقيدها
بدأ الزحام ينحسر تدريجيا
يمنحهما بعض الخصوصية
لديهما فرصة للحديث ولكنه لا يبادر
تملكها صداع من نوع غريب
تطرق الجريدة باناملها فى توتر
لماذا لا يتحدث؟
مدت يدها الى قمة رأسها
حلت قيد شعرها القاسى
سالت خصلاتها الناعمة على كتفيها كالشلال
تشعر الان باسترخاء لذيذ أسندت رأسها للخلف
ابتسمت
حين التفتت اليه
وجدته يتابعها بشغف
عادت تلملم أطرافها بارتباك
خجلى هذه المرة
قال:الجو دافء اليوم
كاد قلبها يقفز
همست بخجل: أجل
توقف المترو
ونهض هو
نهض معه قلبها
شيعها بنظرة أشبه بالوداع الاسف قال:
فرصة سعيدة
ابتسمت ابتسامة باهته وهى تهمس: انا أسعد
وغادر
بعد لحظة عاودها الشعور بالقلق..
نظرت حولها..كانت وحيدة
اعتدلت فى جلستها باهتمام وهى تعاود فتح الجريدة..
تشعر أنها فقدت شيئا
انتبهت لحقيبتها
لملمت أشياءها
ما الذى يجعلها تشعر اناه فقدت شيئا؟
يا الهى..ساعتها الثمينة..رات علامة القيد فى معصمها
أسرعت بتوتر شديد تبحث فى الحقيبة
التقطت أنفاسها اللاهثة حين وجدتها كما وضعتها
وعندما توقف المترو كانت هى محطتها الاخيرة
لملمت أشياءها..الجريدة..الحقيبة..الساعه
وحين أقلع المترو سارت بخطوات وئيدة حائرة..لازالت تشعر أنها فقدت شيئا

No comments:
Post a Comment