شقة مثل باقى الشقق فى العمارة..أربعة حجرات فسيحة وبهو رحب يزينه أعمدة فرعونية مطرزة باللون الذهبى...مضيئة دون اضاءة..عطرة دون عطر..نسيم رخيم مجهول المصدر..وحسن مبهر يسكن جنباتها العادية جدا..ماسر الجمال فيها؟
هدوء لا يقطعه سوى دقات خافتة لعقارب الساعة الضخمة ذات البندول الذهبى الطويل...تك تك تك تك
هدوء يمتزج به صوت خفيض لمذيع يعلق على مباراة..أمام التلفاز جلس..مرتكنا بذقنه على قبضتيه المكورتين فى تحفز..وسيم الوجه متناسق الملامح....عينيه محتقنتان بغير مبرر..أنفاسه تكاد تغطى على كل صوت..فكيه تصطكان على الغيظ المكبوت..
تابعته من خلف باب غرفتها..عيناها ملؤهما الترقب والتوتر..أغلقت الباب بتؤدة ثم همست عبر سماعة الهاتف:
_دة ح ينط فى التليفزيون يا ماما..
.....
_مش عارفة..أنا مش متطمنة
انتفضت فى لحظة على صرخاته العنيفة الممتزجة بهياج من الجماهير داخل التلفاز وخارجه
ألقت الهاتف وفتحت الباب مندفعة اليه..صرخت
_أحمد حبيبى..
تندفع نحوه وقلبها يرتجف..
أوقفها فجأة باشارة من كفه وهو يهتف بانفعال:
_فيه ايه...؟ بلاش أتفرج؟
اغتصبت ابتسامة..تنظر اليه..تريد أن تخترقه..يهرب بعينيه منها..أسنانه تصطك..تكاد تسمع صوتها...انه يغلى..عاد يقول وهو يراوغ نظراتها..
_أنا بتفرج عادى..
ولكنه لن يخدعها..ازدردت لعابها وهى تقول فى صعوبة
_أنا عارفة..تشرب...
انتفض صارخا..
_مش عاوز زفت...
أطبقت بكفيها على فمها لتكتم صرختها الفزعة..دون أن تدرى انهمرت دموع الخوف..تراجع خطوتين وهو يقبض كفيه فى عصبية محاولا ابتلاع شحنة الغضب..استجمع أقصى مايمكنه من هدوء مشوب بعاصفة غضبه وهو يقول بافتعال بالغ
_أنا هادى جدا..جدا..
تراجعت خطوتين..ثلاثة..بتردد بالغ استدارت لتعود أدراجها ..تبتلع الدموع ..ارتجافة جسدها ...لا تستطيع أن تقف على قدميها..تابعته من خلف الباب عبر دموعها..رعبها...ارتجافها..هى تعلم..حانت منها لفتة الى نافذة الصالة.. على مصراعيها..كان يجب أن تغلقها..ولكنها لو فعلت هذا أمامه؟؟..ربما أطاح بها..
أغلقت الباب..أعصابها لا تحتمل النظر اليه والانتظار..قلبها يرتعد..أوصالها ترتعد..غطت وجهها بكفيها..لا تود البكاء..يجب أن تتماسك..
وفجأة ..صرخة أخرى أشد عنفا وقوة..فتحت الباب وهى تحاول التماسك..نظرت من خلفه..حدث ما تنتظره..أنقلب الوجه الوديع الى جمرة نار ملتهبة..عينان تقدحان الدم..شفاه غارقة بزبد متناثر...فى لحظة انقلب..يصرخ كالرعد..تناول عنق الزهرية ودقها بعرض الحائط فتناثرت أشلاء...أسرعت مندفعة الى النافذة تحكم اغلاقها..لا تريد أحدا أن يراه أو يسمعه..تحكم اغلاق كل المنافذ وهو خلفها يرعد ويزبد ويحطم..تناولها من شعرها..كتمت صرختها المتألمة وهى تشعر بنفسها تطير من قوة جذبه لها...ومع رعدته الأخيرة اصطدمت بالجدار فى عنف..هز الالم جسدها كله ..انتفضت كما انفجرت الزهرية فى يديه..ورأت اندفاع الدم من رأسها فى كل مكان..غامت الدنيا حولها..لم تعد تسمع سوى عوائه حولها يذوب فى العدم..أنفاسها تتردد فى صدرها ونبضات قلبها تئن...وسقطت..
***********************
استقرت من جديد من سماء الوهم لترقد على الأرض القاسية...أغرقها العرق ..أنفاسها تعود..فتحت عينيها بعد أن شعرت بكيانها من جديد...وقع بصرها على الجدار الملطخ بالدماء..انتفضت جالسة..لم تعبأ بوجهها المتورم الذى يكسوه الدماء...لم تعبأ بالدوار الذى جعل خطواتها مترنحة..كانت تبحث عنه فى الحجرات..تهتف باسمه فى لهفة..دمعها يسبقها...أسرعت الى الحمام..كان هناك كما توقعت..متكوما عند البانيو...رأسه على حافته تسيل منها الدماءعلى جداره ..أنكبت عليه ترفعه..فتحت الصنبور حاولت غسل رأسه..تركته وأسرعت تحضر منشفة..بللتها فى المياه وطفقت تمسح الدماء عن وجهه..أدركت عمق الجروح..سال منه الكثير من الدماء..حقنت الدماء ..كانت تبكى وتقبل كل وجهه....كان جسده بارد..أظافره زرقاء..سحبته فى عنا الى حجرة النوم..حاولت حمله فى صعوبة...كانت تجاهد..تصرخ من الثقل والجهد..تبكى من قلة حيلتها معه..تستريح وتستأنف..سحبته حتى الفراش..بصعوبة ومعاناة رفعته فوقه..أسرعت تجلب الأغطية..تدفء أطرافه الباردة..تقبل هذه الأطراف..كلمة واحدة ترددها فى لهفة..حبيبى..حبيبى..حبيبى..
***********************
أفاق بعد وقت طويل..حين فتح عينيه وجدها تجلس على الأرض بجوار الفراش..نائمة تسند راسها على طرف الفراش..شعرها اشعث...جبينها أزرق متورم...دماء جافة داكنة تغطى كل وجهها..همس بلوعة:
_اللعنة...
تحسس بيديه وجهها الجميل..ما الذى يفعله بها كل مرة؟..غادر الفراش..حملها على ذراعيه كطفل فاستيقظت...ضحكت بفرحة عارمة وهى تهتف باسمه..همس بحزن قاتل:
_اتركينى أرجوكى..
_لا أستطيع..
_الى متى تتحملين؟
_الى أن تقتلنى..أو أن أقتلك..
ليته يقتلها أو تقتله..يستريح أحدهما من عذاب الاخر..ولكن كل شىء سوف يستمر
هدوء لا يقطعه سوى دقات خافتة لعقارب الساعة الضخمة ذات البندول الذهبى الطويل...تك تك تك تك
هدوء يمتزج به صوت خفيض لمذيع يعلق على مباراة..أمام التلفاز جلس..مرتكنا بذقنه على قبضتيه المكورتين فى تحفز..وسيم الوجه متناسق الملامح....عينيه محتقنتان بغير مبرر..أنفاسه تكاد تغطى على كل صوت..فكيه تصطكان على الغيظ المكبوت..
تابعته من خلف باب غرفتها..عيناها ملؤهما الترقب والتوتر..أغلقت الباب بتؤدة ثم همست عبر سماعة الهاتف:
_دة ح ينط فى التليفزيون يا ماما..
.....
_مش عارفة..أنا مش متطمنة
انتفضت فى لحظة على صرخاته العنيفة الممتزجة بهياج من الجماهير داخل التلفاز وخارجه
ألقت الهاتف وفتحت الباب مندفعة اليه..صرخت
_أحمد حبيبى..
تندفع نحوه وقلبها يرتجف..
أوقفها فجأة باشارة من كفه وهو يهتف بانفعال:
_فيه ايه...؟ بلاش أتفرج؟
اغتصبت ابتسامة..تنظر اليه..تريد أن تخترقه..يهرب بعينيه منها..أسنانه تصطك..تكاد تسمع صوتها...انه يغلى..عاد يقول وهو يراوغ نظراتها..
_أنا بتفرج عادى..
ولكنه لن يخدعها..ازدردت لعابها وهى تقول فى صعوبة
_أنا عارفة..تشرب...
انتفض صارخا..
_مش عاوز زفت...
أطبقت بكفيها على فمها لتكتم صرختها الفزعة..دون أن تدرى انهمرت دموع الخوف..تراجع خطوتين وهو يقبض كفيه فى عصبية محاولا ابتلاع شحنة الغضب..استجمع أقصى مايمكنه من هدوء مشوب بعاصفة غضبه وهو يقول بافتعال بالغ
_أنا هادى جدا..جدا..
تراجعت خطوتين..ثلاثة..بتردد بالغ استدارت لتعود أدراجها ..تبتلع الدموع ..ارتجافة جسدها ...لا تستطيع أن تقف على قدميها..تابعته من خلف الباب عبر دموعها..رعبها...ارتجافها..هى تعلم..حانت منها لفتة الى نافذة الصالة.. على مصراعيها..كان يجب أن تغلقها..ولكنها لو فعلت هذا أمامه؟؟..ربما أطاح بها..
أغلقت الباب..أعصابها لا تحتمل النظر اليه والانتظار..قلبها يرتعد..أوصالها ترتعد..غطت وجهها بكفيها..لا تود البكاء..يجب أن تتماسك..
وفجأة ..صرخة أخرى أشد عنفا وقوة..فتحت الباب وهى تحاول التماسك..نظرت من خلفه..حدث ما تنتظره..أنقلب الوجه الوديع الى جمرة نار ملتهبة..عينان تقدحان الدم..شفاه غارقة بزبد متناثر...فى لحظة انقلب..يصرخ كالرعد..تناول عنق الزهرية ودقها بعرض الحائط فتناثرت أشلاء...أسرعت مندفعة الى النافذة تحكم اغلاقها..لا تريد أحدا أن يراه أو يسمعه..تحكم اغلاق كل المنافذ وهو خلفها يرعد ويزبد ويحطم..تناولها من شعرها..كتمت صرختها المتألمة وهى تشعر بنفسها تطير من قوة جذبه لها...ومع رعدته الأخيرة اصطدمت بالجدار فى عنف..هز الالم جسدها كله ..انتفضت كما انفجرت الزهرية فى يديه..ورأت اندفاع الدم من رأسها فى كل مكان..غامت الدنيا حولها..لم تعد تسمع سوى عوائه حولها يذوب فى العدم..أنفاسها تتردد فى صدرها ونبضات قلبها تئن...وسقطت..
***********************
استقرت من جديد من سماء الوهم لترقد على الأرض القاسية...أغرقها العرق ..أنفاسها تعود..فتحت عينيها بعد أن شعرت بكيانها من جديد...وقع بصرها على الجدار الملطخ بالدماء..انتفضت جالسة..لم تعبأ بوجهها المتورم الذى يكسوه الدماء...لم تعبأ بالدوار الذى جعل خطواتها مترنحة..كانت تبحث عنه فى الحجرات..تهتف باسمه فى لهفة..دمعها يسبقها...أسرعت الى الحمام..كان هناك كما توقعت..متكوما عند البانيو...رأسه على حافته تسيل منها الدماءعلى جداره ..أنكبت عليه ترفعه..فتحت الصنبور حاولت غسل رأسه..تركته وأسرعت تحضر منشفة..بللتها فى المياه وطفقت تمسح الدماء عن وجهه..أدركت عمق الجروح..سال منه الكثير من الدماء..حقنت الدماء ..كانت تبكى وتقبل كل وجهه....كان جسده بارد..أظافره زرقاء..سحبته فى عنا الى حجرة النوم..حاولت حمله فى صعوبة...كانت تجاهد..تصرخ من الثقل والجهد..تبكى من قلة حيلتها معه..تستريح وتستأنف..سحبته حتى الفراش..بصعوبة ومعاناة رفعته فوقه..أسرعت تجلب الأغطية..تدفء أطرافه الباردة..تقبل هذه الأطراف..كلمة واحدة ترددها فى لهفة..حبيبى..حبيبى..حبيبى..
***********************
أفاق بعد وقت طويل..حين فتح عينيه وجدها تجلس على الأرض بجوار الفراش..نائمة تسند راسها على طرف الفراش..شعرها اشعث...جبينها أزرق متورم...دماء جافة داكنة تغطى كل وجهها..همس بلوعة:
_اللعنة...
تحسس بيديه وجهها الجميل..ما الذى يفعله بها كل مرة؟..غادر الفراش..حملها على ذراعيه كطفل فاستيقظت...ضحكت بفرحة عارمة وهى تهتف باسمه..همس بحزن قاتل:
_اتركينى أرجوكى..
_لا أستطيع..
_الى متى تتحملين؟
_الى أن تقتلنى..أو أن أقتلك..
ليته يقتلها أو تقتله..يستريح أحدهما من عذاب الاخر..ولكن كل شىء سوف يستمر

No comments:
Post a Comment